هل اتفقت أمريكا وإسرائيل على ضرب قمّة الدوحة من بوابة لبنان وسوريا!؟

هل اتفقت أمريكا وإسرائيل على ضرب قمّة الدوحة من بوابة لبنان وسوريا!؟

★بيروت – أحمد موسى

 

كثّف الجيش الإسرائيلي مناوراته العسكرية في القطاعين الشرقي والغربي، مناورات تحاكي الدخول إلى لبنان في عمليات برية ضد «ح-ز-ب الله»، في رسم تشبيهي لمخازن وأنفاق ومنشآت عسكرية تحت الأرض. مناورات تتزامن وعقد القمة العربية الإسلامية في الدوحة والتي جاءت عقب استهداف قيادة ح-م-ا-س فيها (الدوحة) ما طرح تساؤلات كثيرة حول إمكانية تحضير إسرائيل لعمليات توغل بري أو تنفيذ إنزالات باتجاه مناطق أو مواقع أبعد من الليطاني لم تشملها الغارات الجوية ولا تنجح عمليات القصف في تدميرها.

تزامناً ، تقول مصادر ديبلوماسية غربية “أن إسرائيل تستعد لتصعيد عملياتها العسكرية في لبنان وغزة والضفة الغربية بتبني مشروع توسيع الاستيطان وإقرار السيادة عليها، وأنها (إسرائيل) لديها قناعة بأن الدولة اللبنانية لن تكون قادرة على سحب سلاح «ح-ز-ب الله»، مع عدم إقرار مهل زمنية بهذا الخصوص.

بالتزامن، وعلى وجه السرعة ، أوفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير خارجيته ماركو روبيو إلى إسرائيل بالتزامن مع القمة لتأكبد “الدعم المطلق” من الولايات المتحدة، ورفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتقييم مخرجات قمة الدوحة ، بعدما خلصت أمريكا وفق مصادر ديبلوماسية معلومات أصبحت بحوزة الأميركيين “أن القمة ستحث على تشكيل قوة دفاع مشترك وتفعيل المقاطعة الاقتصادية وتحجيم التمثيل الديبلوماسي” ، وعليه يضغط ترامب في اتصال مع المعنيين في قمة الدوحة على “تخفيض سقف قرارات القمة” ومنعها من اتخاذ قرارات تصل إلى حد “تجميد العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل”، إذ أن الإدارة الأميركية أوصلت للمعنيين بالقمة وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية، أنها مستمرة بدعم إسرائيل، وبالتالي، فإن اتخاذ أي قرارات تتعارض مع الاتفاقات الإبراهيمية وغيرها قد يؤدي إلى “تصعيد إسرائيلي واسع”، واستندت المصادر في ذلك إلى تجارب إسرائيلية حصلت في سوريا نفذتها قوات كومندوس كالإنزال الأخير في منطقة الكسوة بريف دمشق.

فالتطورات الإقليمية انعكست على الوضع اللبناني جموداً ومراوحة، وترقباً، لما ستفعله الولايات المتحدة مع إسرائيل، وعليه لن يكون لبنان أولوية أميركية راهناً ، مع التركيز على قمة الدوحة “الإستثنائية”، التي يتوقع ألا تخرج ببيان تقليدي يكتفي بإدانة الاعتداء الإسرائيلي ويدعو إلى وقف الحرب على غزة والضفة ، مع ملازمة اتصالات خليجية وعربية ودولية تحصل لتكشف عن “محاولة وضع إطار جديد للتعامل مع ملفات المنطقة”، بعيداً عن الرغبة القطرية التي تريد لهذه القمة أن تخرج بمسار واضح في كيفية التعامل مع الولايات المتحدة والضغط عليها لإجبار إسرائيل على وقف حروبها، ووضع مسار جدي لمعالجة القضية الفلسطينية، لكن المصادر توحي بأن الضغوط عكسية وبوادرها واضحة مع التحرك الديبلوماسي الأميركي الإسرائيلي المترافق مع تكثيف المناورات العسكرية الإسرائيلية التي تحاكي هجوماً بريّاً واسعاً في العمق اللبناني والسوري معاً.

ورغم برودة القمم العربية والإسلامية والخليجية التي لطالما تماهت خضوعاً مع المطالب الأميركية والرغبة الإسرائيلية ، فإن لبنان يعوّل كثيراً على قمة الدوحة ونتائجها، لتكون ذا سقف مرتفع جداً ضد الممارسات الإسرائيلية في غزة، والضفة، ولبنان وسوريا، ولا تقتصر نتائجها على إدانة استهداف قطر والعدوان عليها ، حيث تشير المصادر إلى أن الموقف اللبناني في القمة سيكون واضحاً وحاسماً ضد الممارسات الإسرائيلية في المنطقة، وسيستند لبنان إلى هذه القمة لإعادة التوازن لموقفه الداخلي في كيفية التعاطي مع هذه الاعتداءات الإسرائيلية، والضغط على الولايات المتحدة لدفعها إلى إلزام إسرائيل تطبيق القرارات الدولية ومنها القرار 1701 وإجبار إسرائيل على تقديم تنازلات تبدأ بوقف الخروقات والاعتداءات وعمليات الاغتيال، بالإضافة إلى الانسحاب من النقاط التي تحتلها إسرائيل.

فالمشهد الدولي والصورة النمطية في الإقليم تشير إلى أن إسرائيل مرتاحة للموقف الأميركي وقد “تُصعّد عملياتها العسكرية من الجو لتنتقل إلى مرحلة أكثر تشدداً وتصلباً على مستوى القرار السياسي الإسرائيلي إلى التوغل برّاً في العمق اللبناني مترافقاً مع الخاصرة الأكثر رخاوةً وضعفاً سوريا. فالمعلومات تشير لعدم اهتمام إسرائيل بأهداف ورقة توم برّاك، محاولة فرض أمر واقع على الحدود ، وسط رغبة عملياتية ميدانية تعمل إسرائيل بمدّ المنطقة الأمنية من جنوب لبنان إلى الجنوب السوري في مسار متصل يشكّل جبل الشيخ حلقته المركزية، وهو ما تضمنه تقرير لصحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت فيه أن الجيش الإسرائيلي يعتبر أن القمة تشكل موقعاً إستراتيجياً “لا يمكن التنازل عنه”، لأنها تمنح القدرة على مراقبة “طرق التهريب” جنوب لبنان وتكشف خطوط إمداد تشكّل “شرياناً لوجستياً لـ-ح-ز-ب الله” ، وهذه القمة تتيح لقوات الاحتلال “مراقبة طريق دمشق – بيروت، والإشراف على البقاع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اخبار ذات صلة